
ولذلك أيها الأخوة الأعزاء يجب أن تتعزز وتترسخ الثقافة الحسينية في الثورة على الظالمين والطغاة، وعدم القبول بهم في موقع السلطة أبدًا مهما كان الثمن؛ لأنهم لا نفع فيهم ولا فائدة ترجى منهم، وليس للشعوب أي مصلحةٍ منهم؛ لأنهم ليس لديهم أساسًا أي تفكير و لا اهتمام في كيف يبنوا واقع الأمة ويحققوا لها العدل والرخاء والأمن والاستقرار، وكيف يسخّروا الإمكانيات والثروة العامة التي هي ملك الأمة في خدمتها ومصالحها، هم بعيدون عن ذلك، كل تفكيرهم كل انشغالهم كل اهتمامهم هو كيف يقووا نفوذهم، وينموا ثرواتهم، ويحكموا سيطرتهم وسلطتهم ليتمكنوا أكثر من ممارسة الظلم، وليكونوا أشد اقتدارًا لممارسة الطغيان والاستبداد، وتفكيرهم منصبّ في كيف يشعلون الحروب والفتن والمآسي، كيف يقتلون ذاك، وكيف يسجنون ذاك , كيف ينهبون تلك الثروة، كيف يستحوذون على تلك المصادر لأرزاق الناس ومصالحهم, هذا هو واقع الطغاة والظالمين, لا يمكن أن تراهن الأمة عليهم ولا أن تعتمد عليهم لا لصلاح دين ولا لصلاح دنيا.
والعدل ـ أيها الأخوة الأعزاء ـ هو ضرورة للحياة لا تستقيم الحياة إلا به، لا يستقيم واقع الناس حتى في دنياهم إلا على أساسه، بدونه لا قيمة للحياة، تكون كلها ظلم وهوان واضطهاد، لذلك لا حرج من التضحية من أجل إقامة العدل (ليرغب المؤمن في لقاء الله محقًا).
اقراء المزيد